14 عادة يومية ستجعلك أكثر نجاحا في حياتك - فقط طبقها بالحرف و سترى النتائج
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أعزائي المتابعين، مرحباً بكم في تدوينة جديدة على مدونتكم استفادة ومعلومة.
هل سبق وأن بحثت أو أخبرك أحدهم عن الشيء المشترك بين بيل غيتس و جيف بيزوس؟ إنه ذات الشيء الذي يتشاركون معك ايضاً أربعٌ وعشرون ساعةً في اليوم الواحد، تلك التي يقع عليك اختيار إما أن تهدرها او تمهدها سعياً نحو تحقيق أحلامك، ما سيجعلك تشعر بالفارق حقاً، هو كيفية قضائك لهذا الوقت، وما يمكنك أن تحققه به. والآن لنناقش سوياً كيف يمكن استغلال معظم وقتك على مدار اليوم بأفضل شكلٍ عن طريق بعض العادات البسيطة.
الخطوة الأولى؛
كتابة ما ينبغي عليك إتمامه خلال يومك هو أمرٌ حتمي لقضاء الوقت بشكلٍ أنجح و بقيمة أكبر، قائمة المهام التي تعدها قبل النوم لما تقوم بإنجازه في اليوم التالي، هي العصا السحرية التي ستجعل يومك أكثر تنظيماً، وتيسر عملية تركيزك على نطاقٍ يجب إتمامها فضلا عن إهدار الوقت في التفكير بشكل مرهق فيما عليك القيام به، بل تصدق أيضا قدر الإنجاز الذي تجعلك تلك القائمة تقوم بتحقيقه بمجرد أن تقوم بشطب المهام التي قمت باتمامها من القائمة مهمة تلوة الأخرى.
الخطوة الثانية؛
بعد أن قمنا بإعداد قائمة المهام المطلوبة و ربما علينا إعادة النظر فيما قمنا بتدوينه داخل تلك القائمة، حسناً هل تبدو هذه القائمة مزدحمةً بعض الشيء؟ إن قائمة المهام الطويلة أو المزدحمة لن تكون سوى عاملٍ مساعد على القلق أو الامتعاض من عدم إنجاز الكثير مما تحتويه تلك القائمة، فما الحل اذاً؟ الأمر بسيطٌ للغاية، عند إعادة النظر في قائمة مهامك، قم بوضع من واحد الى ثلاثة أعمال من تلك التي قد تستغرق منك وقتاً طويلاً لاتمامها، ولكن بحدٍ اقصى ثلاثة أعمال ومن ثلاثةٍ الى خمسة أعمال، مما قد تستغرق منك وقتاً أقل، وهذا يجعل قائمتك منطقيةً وقابلةً للتنفيذ دون إحباط، كما يمكن أيضاً أن تخصيص ساعةً يومية لتتفقد بريدك أو تقوم بالمكالمات الهاتفية أو أية مهامٍ أخرى من هذا القبيل.
الخطوة الثالثة؛
أصبحت قائمة المهام اليومية الآن جاهزة، إنه وقت البدء بتنفيذ ما وضعناه بها، وما عليك أن تحذر منه الآن هو أن تكلف نفسك بعدة مهامٍ في ذات الوقت، إن كنت ممن يفعلون ذلك فعليك التوقف فوراً، حسناً، يعتقد البعض أنه إن كنت ترغب في أن تكون شخص ناجحا، فعليك أن تحقق العديد من الإنجازات في نفس الوقت، ولكن هذا ليس صحيحاً، وإنما هو المسبب الرئيس لقلة القيمة التي يمكنك أن تحصل عليها من خلال استغلال الوقت بنسبة خمس و عشرين بالمئة، وهذا يرجع لأنك عندما تكلف عقلك بالعديد من المهام في ذات الوقت، الدماغ لا يسعه سوى أن ينتقل بين كل مهمةٍ من تلك المهام بشكلٍ سريع، يفقده التركيز ولا يساعده على إتمام الأمر بشكلٍ جيد، كما يعمل الدماغ على تقليل معدل الذكاء لديك أيضاً، لذا عليك التوقف عن تكليف نفسك بالعديد من المهام في نفس الوقت، قم بالتركيز على أمرٍ واحد واعمل عليه بإتقان، وبعد إنهائه، بإمكانك الإنتقال للعمل الذي يليه.
الخطوة الرابعة؛
هل نحن مستعدون الآن للقيام بذلك الأمر الواحد الذي سنركز عليه من قائمة مهامنا في اليوم، إذن هناك أمر ما يجب أن نجعله نصب أعيننا أثناء القيام بمهامنا، ألا و هو التقليل من كل عوامل التشتيت من حولنا، بالتأكيد أنت ورد في عقلك الآن أكثر العوامل قدرةً على التشتيت من حولنا، إنه هاتفك المحمول، أجل، ذلك الجهاز الكفيل بإخراجك من أقصى حالة التركيز بصوتٍ صغير يصدره فتلبي النداء فوراً، تاركاً ما كنت تعمل عليه، نصيحتي لك هي أن تبتعد عن كل ما يمكنه أن يفقدك تركيزك أثناء العمل، وسوف تنبهر، بقدر الإنجازات التي ستحققها بتركيزٍ كامل، إليك بعض الحيل التي قد تجدي نفعاً في هذا الأمر، قم بوضع هاتفك على خاصية عدم الإزعاج، ولا داعي لتصفح مواقع التواصل الخاصة بك على فتراتٍ متقاربة، يمكنك أيضاً إخبار أهلك وأصدقائك بأن لا يزعجك في وقتٍ معين حتى تتمكن من توفير كل عوامل التركيز الممكنة لضمان إنجاز مهامك بإتقان.
الخطوة الخامسة؛
أنت الآن جاهزٌ لاستغلال وقتك بشكلٍ مثالي بعد أن نظمت قائمة مهامك، وانصرفت عن عوامل التشتيت، ولكن قبل البدء في العمل، عليك التأكد من أن المكان الذي ستجلس فيه للقيام بأعمالك هو مكانٌ منظم يسهل عليك إتمام مهامك فيه، ويساعدك أيضاً على التركيز في مهامك، بدلا من الإنشغال بما قد تحتاجه من أقلام لا تدري أين تجدها، أوراق مبعثرة تبحث عنها لعدة دقائق، العديد من الناس تفضل إنفاق المال والوقت لشراء وتجهيز أماكن العمل الخاصة بهم، عن طريق شراء مكاتب باهظة الثمن، وأجهزة حاسوب معقدة ومطورة، وأدواتٍ مكتبية عالية الجودة وما الى ذلك، كل هذا فقط لأنهم يقدرون أهمية تنظيم بيئة العمل الخاصة بهم فتجد أن أفخم وأغلى وحدةٍ مبتكرةٍ للعمل قد يصل سعرها الى اثني عشرة ألف دولار، ويطلق عليها اسم مكتب القيصر، مصنعة لتضم كل ما تحتاجه حينما تعمل، من كرسيٍ مريح ومكانٍ للكتابة ومساحةٍ لتضع عليها ما تحتاج استخدامه أثناء العمل، بعد أن شرعت في تنفيذ المهام وقمت بتنفيذها، هل أدركت كم استغرق العمل منك لإتمامه؟ من أهم العادات التي تساعد على قضاء اليوم بشكلٍ أفضل، هي أن تراقب كم يستغرق منك العمل وقتاً لحين الإنتهاء منه، مراقبتك المدة المستغرقة للقيام بأمرٍ ما تمكنك فيما بعد من تطويرها لتصبح أقل وتمكنك أيضاً من تقييم أدائك هل يتحسن أم لا، هذه الطريقة تجعلك أيضاً قادراً على حساب الوقت المهدور في قضاء فترات الراحة والقيام بخطواتٍ لا علاقة لها أبدا بالعمل الذي تنوي القيام به، إذن ذكرنا سابقا الإبتعاد عن عوامل التشتيت كخطوة نحو تركيز حقيقي، والآن لنتحدث عن استغلال التكنولوجيا و تسخيرها لزيادة قيمة ما تفعله يوميا، بعض البرامج تمكنك من ترتيب مهامك بشكل أفضل، بدلا من كتابة قائمة مهامك على ورقة ربما تضيع أو تنسى أين وضعتها، فتستغرق بذلك وقتا في البحث عن المكان الذي وضعتها فيها، و يمكنك بدلا من ذلك كتابتها على برامج تسمح لك بالإطلاع على مهامك، سواءا كنت تعمل على الحاسوب أو الهاتف المحمول، حيث تجدها أكثر تنظيما، و تمكنك أيضا من وضع أدواتٍ للتفكير وتخصيص الوقت لكل عنصرٍ فيها، قم بتحديد الهدف الذي تريد القيام به، ما هي المهام الصغيرة التي يتضمنها كل هدفٍ من أهدافك؟ قم برسم مراحل تطور عملك ومعايير تستطيع من خلالها قياس مدى نجاحك وتحقيقك لكل هدفٍ من تلك الأهداف، قم كذلك بالتأكد من أن الهدف الذي تسعى لتحقيقه منطقي ومن الممكن تحقيقه، ثم قم بوضع خطةٍ زمنية للقيام به وإتمامه، تلك النقاط تساعدك في تنظيم العمل بشكلٍ كبير، وتدفعك نحو إتمامها على أكمل وجه.
لننتقل الآن الى أمرٍ آخر، ربما تظن أنه بعيدٌ عن موضوعنا، ولكنه في الأساس هو من أهم العوامل للحفاظ على وقتك وزيادة قيمة حياتك بشكلٍ عام، إنهم الأصدقاء، كيف هم أصدقاؤك؟ هل يساعدك أيٌ منهم على التطور؟ هل تتشارك معهم أهدافك وخططك لمستقبلٍ ناجح؟ ربما عليك التفكير في الأمر لوهلة، اختيار الأصدقاء أو من يترددون على دائرتك المقربة باستمرار، والأشخاص الذين تحيط نفسك بهم، هم من أهم العوامل التي تساعدك على تطوير ذاتك، من خلال مرافقتهم والاندماج معهم في حادث تزيد من قدر المعرفة لديك، وتساعدك على إنتاج أفكار جديدة ترقى من خلالها بالمستوى الفكري لذاتك، وتثريها بعقولٍ أخرى ترفعها نحو القمة، لذلك عليك اختيار أصدقائك بعنايةٍ شديدة، وعملاً بمبدأ، قليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطع.
يمكننا أن نذهب بمجرى الحديث حول ما يمكن أن نفعله لإضافة الثقة والمعرفة لحياتنا، أجل، إنه التعلم الذاتي، عندما يبدأ الإنسان في السعي وراء المعرفة فمهما كان المجهود المبذول لتحصيل المعرفة قليلاً، إلا أن الإستمرار في تحصيل العلم وزيادة المعرفة، ولو بشكلٍ بسيط، لكن مع الإستمرار في ذلك فإن النتيجة الحتمية التي ستصل إليها هي الزيادة من قيمتك كإنسان، بالإضافة إلى تحقيق نجاحٍ ملموس.، تخيل التزامك بساعةٍ واحدةٍ يومياً، مما يعني سبع ساعاتٍ خلال الأسبوع، ثلاثمائة وخمسٌ وستون ساعة في العام الواحد تقضيها في التصفح والقراءة عن أمرٍ ما، سينتهي بك العام وقد أصبحت خبيراً في هذا الأمر، فكر فقط في كم الساعات التي تقضيها في أمورٍ ليست مجدية، قم بالقراءة أو سماع الكتب الصوتية أو أياً كان ذلك الشيء الذي يساعدك على تطوير نفسك، لمدة ساعةٍ يومية، ونضمن لك ثراءً وكنزاً من المعرفة، تجد أنك ودون أن تشعر قد حصدته خلال عامٍ واحد.
وقتك ملكٌ لك ليس للآخرين، مقولةٌ نعرفها خير المعرفة، ولكن قليلاً ما نعمل بها، لكن ما دخلها في حديثنا الآن؟ وددت توجيهك نحو أمرٍ يفقدك الكثير من الوقت الذي يمكنك استخدامه في إتمام مهامك، عليك التعود على أن تقول لا لكل أمر قد يؤثر على معدلات تحصيلك اليومي بشكل سلبي، فمثلا إن طلب منك أحدهم المساعدة في أمر ما و أنت لا تملك وقت لفعل ذلك، يمكنك الرفض بشكلٍ مهذب، أو ترتيب موعدٍ للقيام بذلك في وقتٍ أفضل من حيث ترتيب الأولويات الخاصة بك، هذا لا يعني أن ترفض مساعدة الناس جميعاً، ولكن هذا يعني أن تجعل الأولوية لقائمة مهامك، وانتقالاً لعادةٍ أخرى من تلك العادات التي تساعدك على قضاء حياة منظمة ذات قيمة، هي أن تقضي أوقاتك مستبقاً ما يحدث فيها، لا أن تعيشها كرد فعلٍ لما يحدث من حولك، دعني أوضح لك الأمر؛ في بداية يومك قم بوضع خطةٍ لسير اليوم وحاول أن تلتزم بها، فمثلاً لا تجعل أي عاملٍ خارجي يحيدك عن تنفيذها، كبريد إلكتروني يحمل لك مهمةً فرعية تجعلك تترك ما خططت له، وتذهب إليها بدلاً من أن تضع لها مكاناً لاحقاً في الخطة، تحكم في يومك وكيفية قضائه، ولا تجعل من حولك يتحكمون به بدلا عنك، أما إذا نظرنا إلى ما نفعله يومياً من مهامٍ ونظرنا أيضاً لما نحصده من نتائج لتلك المهام، سنجد أن معظم المهام اليومية لا تعطينا النتائج الملحوظة التي ننشدها، لذا علينا ترتيب مهام اليوم لنضع بينها ما يجعلنا نعمل، فنجد نتائج ملموسة لمجهوداتنا، وكما يخبرنا مبدأ باريتو أن ثمانون بالمئة مما نحققه من نتائج يأتي من العشرون بالمئة من الأفعال، لذا قم بتحديد تلك العشرين بالمئة التي تجلب لك الثمانون بالمئة التي يجب أن تراها في حياتك.
وننتقل الآن لأهم عادةٍ من عادات تنظيم الوقت والحصول على حياةٍ ذات قيمةٍ أكبر، يعتقد معظم الناس أن العمل على زيادة إنتاج الشخص في حياته يتمثل فقط في التخطيط ووضع الجداول والالتزام بالمواعيد وما إلى ذلك، ولكن الجزء الأهم في عملية التنظيم هي اعتناء الشخص بنفسه، الحل الأمثل لخوض حياةٍ سعيدة وذات قيمة في ذات الوقت هو التوازن، قم بفعل ما يجعل مخزون الطاقة داخلك لا ينضب، مثل الرياضة، تناول الأطعمة الصحية، الراحة لفترات تلائم فترات العمل والإستمتاع بما تحب، تلك العادات تجعل حياة المرء متناغمة، مما يجعل الإيجابية تطغى على أي إنطباع آخر في حياته، والآن لدينا عادة أخيرة تمكنك من جعل أيامك أفضل وتساعدك على إنجاز الكثير، ألا وهي التأمل، قم بالتأمل يومياً ولمدة دقيقتين فقط، قم خلالها بالتركيز على أن تتنفس بشكلٍ جيد، ولا تفكر بأي شيءٍ آخر، فإن الدراسات أثبتت أن التأمل يومياً والاسترخاء لمدة أقل من خمس دقائق يومياً، ولمدة أسبوعين تساعد الشخص على التركيز والتغلب على ضغوط العمل وزيادة قدرته على الإنتاج، قم بتجربة التأمل و الإسترخاء، وكذلك باقي العادات المذكورة في هذه التدوينة، ثم ضع لنا تعليقا تخبرنا فيه كم أحدث الأمر فارقا في شكل حياتك ويومك أيضا.
وصلنا الى نهاية التدوينة، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقراءتها، كما نتمنى أن نكون قد أثرينا رصيدكم المعرفي ببعض المعلومات الجديدة، التي تساعدكم على تنظيم وقتكم، سواء تحقيق النجاح الشخصي أو النجاح في العمل.
تعليقات
إرسال تعليق